الثلاثاء، أغسطس 28، 2007

الربيع الأعرج


ها قشة القلب التي
قد تبقّــتْ
أوقدِ الشوق بها
وانكسِــــــــرْ، وجعًا بي
كحبل غسـيـــــــلٍ
من الصيحة المرْتجاة
إلى آخر دمعة
يذرفها الأوفياء عليكَ
..............
ها قشّة القلب التي
قد تبقــّـتْ
أوصدِ الباب دونها
وانهمِــــــــــــــرْ
نم عند جثتك
للمســـاء
ذا الرّصيف
يعجّ بالجيف الجائعة
......
عساك تسوّلتَ بسمة للعشاء
دمعةً للرّيـاء
شمعة للصّباح الــّذي قطع التذكرة
..........
....................
ها قشة القلب التي قد تبقــّـت
وها جسد يقتفي أثرا
حاملا موته نطفة
..............
أوصدوا الباب واُمضوا
دعوني أؤسّـــس زغردة
للرّحيــــــــــل
دعوا جثّتي
تُتَرْجم عنّي
........
أيّتها الشمس لا تدخلي
تحت عُهدتي
ذي نافذة لا تُفتح للعابرين
شقيقة الريح،
لا تتقن فنّ الفرح
ترتدي الكفن برقعا،
تذرف الحزن في كلّ فصل.
أيّها الرّبيع
لماذا تسلـّلتَ إلينا
وقد أخطأتنا الطـّـــيـــوبُ؟
ما بالحناجر رجْعُ الصّدى
وما بموقد القلب جمْر
تسلـّلت ترشقنا بالفجيعة
كمومس تقف عند أبواب خلاّنها
....................
ها فؤادي مسجّى
وليمةَ دمع
ألمــًا يتناسل في الجثّة
..
تآمرْتَ دومًا علينا
كسيحا
تهشّ الجنائز
تُرجّع لحنَ الظهيرة
.................
أيّها المـُقْتاتون من وجَعي
تنحَّوْا قليلا
...
دعوني أرتــّب نعشي
لا تطنبوا في الرّياء
إنـّــني منتهٍ
عابر للسّبيل
لو أشاء أنشطــــر.
ربيع 2007

وثاق جليــــــديّ

زمني علّمني
كيف أحيا
....
و أموت
ذات يوم
.....
كنت
فجرا مورقا
كنت
نوّارا وظلاّ
كنت
طفله
كنت
دوريّا..بنى وكرا
على ربوة توت
.....
زمني
علّمني كيف أشدو
و أطير
كنت
مسكونا بالفرح
.....
.....
.....
كفراش
زركش الحلم
جناحيه الرّقيقة
...
زمني داعبني
..راقصني
موجة
قد كنت
و البحر موسيقى
......
و انتهيت
ذات يوم
....
..
.
زمني
حزّمني
أوثق شدّي
بوثاق من جليد
فاشتدّي أزمتي
تنفرجي
وجعي
علّمني
كيف
.....
من غسق الظّلمة
يولد
...
فجر جديد

غرناطة

غرناطة قابعة في غيهب الجبّ
تصلّي للرّبّ صلاة مُبهمة
......
تفكّ طلاسم النّكسة السّابعة
غرناطة غرغرة حلم مفقود
تؤلّف آلامها ملحمة
...
سبيْنا حسنك الخرافيّ
قطعنا ضفائرك الرائعة
اقتدناك للشّيطان يا غرناطة
كما نحن دوما
نضيّع درب الحسان
لنبكي بدمعاتنا الهامعة


18/12/2001

خشبة

نعم
...
بي رغبة للبكاء
و لكن
لمّا يضمّخك
الألم
تصيرين خشبة
....

عروبة

تخنقنا الثرثرة
يا قادة بررة
تبيحون سبي الفرات ودجلة جبناً
أفي كلّ قرن يُقاد عميل
ليحكمنا ببقايا عمامة؟
قادة
يعشقون السلام
في أحضان حمامات لندن
يبيعون كلّ القضايا
بلعنــــــــــه
تداس العمائم
في حلبة الرّقص
تلقى قضايا الجياع
ومن شرُّدوا
.........
يُغلق كلّ ملفّ يهمّ الشّعوب
وتُفتح أزرار قمصانكم
تُطمر
كلّ قضيّة
تزَوّر الشّعارات الّتي قد رفعنا
تصير دعاية
للرجولة العربية
تبّا لكم إن أفقتم
لنا إن رضينا
فيفري2001

تشكيل

ها.. قطعة الخزف الهشة........
شكّلْ................
عليها...........................
الملامح............
الغصن..
والعصفور..............................
والقشة............................................
ها قطعة الخزف................... الهشة...
ريشه..........
في الفضاء......................
                    تناثر............
                                      كيف إذن........
                                                   ستشكّل................
                           نعشهْ..؟


مخطوط إلى حبيبتي أمريكا

......
حبيبتي
إني أحبك جدا
ومحتار
إنيَ نتّفت ريشي
أقول تحبني أو لا تحب؟
.......
.......
وأعرف أن التلاعب
طبع الحسان
وسيّان عندي حصاد الرياح
وجني الرّطب
......
حبيبتي
إني أنا العربي
خجول بطبعي
هادئ جدا وإني مؤدب
......
أحبك جدا وما بالمحبين كبر
ولكنّ من يهوى ست الحسان
لكِبرها يصمد
........
هادئ إني
أصعّر خد الخريطة حبّا لك
فارتعي من عراق التحدي
إلى القدس حتى المحيط
لقبلة أحمد
........
أفتش عنك من غونتنامو
إلى بوغريب إلى العامرية
إلى حيث أُصلب
وإني كتمت هواي طويلا
وعشت ذليلا أهشّ الجنائز
والأغنيات
أعرف أنّك أقرب منّي إليّ
هواي الّذي أتنفّس
تنفثه رئتاك
...
وأبلع خيبتي بالتمام
فلست مدرّب
على المضغ
إنّني أدرد
......
اُنقشي يا حبيبة خطّ يدي
وجبيني
حوّري طوّري
ألغِ ما قد قرأت صغيرا
على اللّوح عند المؤدّب
......
هادئون تماما
كما نحن دوما
نضيّع درب الحسان
لنبكي بدمعاتنا الهامعة
هادئون تماما
نتابع أخبارنا بالهوائي
ونرشف خيباتنا
فوق حمّى الكراسي
نشاهد ويلاتنا ثمّ نمضي
نلوّح بهاماتنا
للقراصنة العابرين
وإنا تدجّن فينا الإباء
وعشّش فينا الرّضى والقبول
وكنا نصول وكنا نقول
وكنا نقود الفصاحة
وها نحن قد بادهتْنا الكُساحة
.....
هادئون تماما نهشّ الجنائز
خلف الحجارة خلف العبارة
خلف طلّ الندى
وصار المدى
نقطة للتعجب
.......
هادئون
يُلفّعنا من أبي غريب العطب
جاهزون تماما لابتلاع الخشب
.......
هادئ
وعاشق لربّة الحِجال
دمي لك حلال
أرضي لك خلخال
لك يا قرة العينين
الشمس والهلال
وصهوة الأبطال
لك البترول والذهب
ولي أنا السغب
وهادئ كالعادة يا ربّة العجب
أنت لك الغضب
ولي أنني إرهابي
لو تعلمين ما بي
......
نتّفت ريشي
وإنني أدردُ.... أخرس
....
وهادئ جدا
ولا أتنفسْسْسْسْسْسْسْسْ


عتمــــــــــة

يا وطن الفرح المؤجّل
إلى أمدٍ غير مسمّى
.... يا ألما
يوغل في الحنجرة
يزرع طعما كطعم الرّيح
يا وطن الشّيح والسّعتر
ألا تذكر
.......
ألا تذكر سنين تأرجحنا
بين الوهم والحيرة
تغطّينا أمانينا
ويوقظنا فجر ابتساماتنا السّاذجة
ممزوجة بعطر الهيل والبنّ
ألا إنّي
تعيش الذّكرى في ذهني تؤرّقني
قبّرة برّيّة
بنتْ عشّا فوق توت الفرح
تبيت اللّيالي
...
تسامر نسمات تمّوز
تطرّز الحلم بالنّجم
وتغزل خيوط البدر بُردا للمحبّين
يا وطن التّين والنّوّار والدّفلى
هنا وشمٌ على الخدّين
مشوار من الذّكرى
عصابتها رونق في سماء الدّنى
ترسم وطنا
ملاءة أمّي الّتي نسجوها من خيوط الفرح
عطرها يشتهيه اليمام
حزام نقوشه بربريّة
أتذْكُرُ أمّي الّتي رافقتْني
طوال سنين البداهة
مهرة عربيّة؟
وكنّا نؤسّس طوْد الهوى
نجمّع طير السّنونو
لندهن كفّيه طيبــــا
...................
يا إسفلت الشّوارع الخالية
أين خطواتنا؟؟ رسمناها.... حفرناها
.....
هنا دسنا.... هنا سرنا
هنا أمّي
أمسكت كفّي
هنا أمسكت كتفي
هنا أرهقتها السّنون
...
فأنّــــتْ
هنا
كفّنوها بحلمـي
..........................
يا وطن الأحلام المبتورة
صورة وإطار
..
الفضاء المضمّخ حبّا
.......
يستحيل جدارًا

17/12/2001


ستفهـــم


ستفهم عندما
تكبر
لمّا بذرة بنّ
في أعماقك تزهر
ستعلـــــم
أنّكَ
كنتَ دومـــا
طوفان خصب
فوق
مَزارع ألمي
..


21/05/2001

صرخة مكتومة

ماذا لو
نصمت قليلا؟
نُخرس الهذر
الهادر للوقت
نصغي لهسيس النمل
أهازيج الجماجم الملغومة
نقتلع الطحلب الكامن
في أكفنا
هلاّ أشرنا بالوسطى والسبابة؟
................................................
طوبى للثورة
طوبى للثورة
طوبى للحجرة

21/05/2001

طنيــــــــــــــن

الإهداء: إلى بغداد شامخة رغم الطنين
طن  طن
ما لهذا الوطن
أزرق لون العذاب
أحمر لون الكفن
والفرات غارق في المساء
طن طن طن
راقصيهم وتثنّيْ
اُحضني ما قد تبقّى
من حنين للسهاد
داعبي الشوق المسجّى
فوق أجفان العذارى
طن طن
أيبوح في بلدي الحجر
ويقوم دجلة من تحت الرّماد
ليصلي ركعتين
ويقوم في بلدي الشهيد
يتشظّى مرتين
؟
سقر  سقر
ويموت في بلدي القتيل
بضع مرات أخر
.......
أحمق في بلدي الموت
أعمى يتمطــــى
يسبق الماء ما بين ريح والترائب
طن طن طن
أخرس يا بلدي الكسيح
أصمّ يوقظك الطّنين
أتنام كما نام المسيح؟؟
طن طن
راقصيهم وتثنيْ
خبّرينا عن صباح ما انبلج
عن ضباع
تزدرد الأصيل
خبّري عن خيل يعرب
ما عاد يُشجيها صهيل
عن فرات
زففْناه قُربانا لآلهة المجوس
دثّرينا.. دثّرينا
ضمّدي طين النفوس
......
......