الثلاثاء، أغسطس 28، 2007

وصيّـــــــــــة


يا وطني المسكون بالفجيعة
هل لي
بشبر أشيد عليه غمامة
جريدة نخل أعشّش فيها
أزقّ أفراخي
ما زال في عدلي بعض تمر
وكسرة خبز
وفي قربتي قطر ماء
لأروي عطاشى القبيلة
ما زال لي
زال ما قد كان لي
ليس لي غير الفجيعة
ولهم أن يرقصوا مثل الجنادب
ولهم أن يسكنوا كالوطاويط
سراديب الهزيمة
ليت لي غير العويل
ولهم أن يعملوا متاريس الضّلالة
في جذور البرتقال
في جريد النّخل
في خمر الكروم
في الزّياتين الّتي قد شهدت أوراقها
تفاصيل الخديعة
ليس لي غير العويل
من يعزّينــــــي
وأنا الدّفّان والمدفون في ذات الجنازة
وأنا من أرتدي مقبرتي
من بدايات السّليقة طيلسانا
وأنا المسجون في أرضي
الّتي قد أخصبت أسلاكها
وردا وفلاّ
عطره عطر الخنادق لونه لون الدّخان
.....
.....
.....
نستفيق في الصّباح
تحت تغريد البنادق
أرضنا الخصب ارتوت
من دموع الأمّهات
ودواة الطّفل الّذي أشرق الحلم بريئا
في كراريس أخيه
كسروا حتّى الدّواة
وروى الحبر الحجارة
ومتاريس الجناة
...
يا شياطين السّماء
....
أمطرونا حقدا
أمطرونا طينا
ودعوا الأحلام لي
.....
يا وطني النّائم
على أعتاب السّبايا
سلبوك فرحة الفجر
أغرقوك بالجنازات
غيّبوك ليل تقديم التّعازي
وتدوين الوصايا
سقط الابن شهيدا
ابنها الثّاني عشر
هو كلّ ما تبقّى
والأكيد هي حبلى
هي حبلى بالقضيّة
سوف تنجب عن قريب
بندقيّة
...............
يا وطني المسكون بالجماجم
هل لي برقعة جلد
أخطّ عليها الوصيّة؟
...............
أخضر لون دمائـــي
مزِّقوا جسمي سأورق
أسود لون عظامــي
وسماد الأرض منّــي
أحمر لون حليب الأمّهات
أبيض فجري الّذي قد قيل آت
سنغنّي
سنغنّي
ستغنّينا الحيـــــــــاة

06/02/2002


ليست هناك تعليقات: