الأحد، ديسمبر 01، 2013

رثاء مدينة عاشقة


الإهداء: إلى روح تلميذي المرحوم أسامة المحمودي.
بنيّ...
أنا لا أطيق رثاءك إني سأرثي المكان
سأرثي الطريق الذي طالما طرّزتْه خطاكَ
أميرا
ترشّ الفَراش بعطر حنون
وأرثي الحسان اللواتي
يقطّعن أوصالهنّ إذا ما مررت
تغضّ البصر
وهن يمنّين أنفسهن ببسماتك الطيّبات
سأرثي مدينة ثكلتْ فجرها والربيع
أسامة يا يوسفيّ الحنين
في أي حضن ستدفن
شوق عامين
وحزن عامين
ودمع عامين
وصدر الأميْمة يغلي
على ناره الصابرة
كلما سكبتْ قهوةً في الصباح
تصبّ لك يا أسامة كأسا
وكلما رفرفتْ في الفضاء فرحة
تخبّئ منها نصيبا إليك
(أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها
أجمل الأمهات التي انتظرتهُ
وعادْ
عادَ مستشهدًا.
فبكتْ دمعتين ووردة
ولم تنزوِ في ثياب
الحداد)*
أسامة
ماذا يقول أبوك إذا رن جوالك
في المساء؟
وماذا يقول الزقاق إذا غصّ بالحاضرين؟
تصوّرْ
بكاك الزقاق
وكان يواسي رفاقك
- لا تسرفوا في الألم
لا تخطفوا فرحة الطير
يرنو إلى جنّة حالمة
رأيتك يا يوسفيّ الملامح
ترقد بدرا كما بسمة
فوق خد الصباح
سلاما سلاما
سلاما سلاما
سلاما سلاما

* المقطع الموضوع بين قوسين للشاعر حسن عبد الله


ديسمبر2010

ليست هناك تعليقات: