السبت، يناير 01، 2005

المحطة السادسة

إليك يا شجرة التوت الضليلة....يا من جمعتنا تحت أغصانك و حميتنا غوائل الدهر
إليك يا من جاهدت بصمت // و أحببتنا بصمت///
و رحلت بصمت.... بصمت..... بصمت
لقد تركتنا من بعدك حيارى لا نفقه سر التلاقي///// فنحن قد ضيعنا بعدك طقوس لملمة أشلائنا المشتتة
بعدك أيتها البعيدة القريبة الحبيبة ....صارت المسافات لا تؤدي إلى نقطة اللقاء ...إلى أين ستأخذنا هذه المنعرجات و شجرة التوت التي كنا نأوي إليها لنرتاح تحتها فنستنشق عبيرها قد اقتلعت و ما بقي منها إلا الطيف و الشذى يسكنان قلوبنا اليتيمة؟؟؟؟؟؟؟؟
بعدك يا أمي.. بعدك يا حبيبتي...توقف زمني و تجمد إحساسي 

و ذوت الابتسامة على شفتيّ و صرت صخرا لا يتقن فن الحياة /// فصنعت لنفسي عالما أنت فيه إلى الأبد ....صرت أبحث عنك في كل امرأة تلفّعت بلحاف كلحافك و مشت مشيتك الهادئة//// في كل أم تحنو على أبنائها مثلما كنت دوما//// في كل وجه طيب يحمل البعض من ملامحك و قد زينه وشم كالذي نقش على خدّيك.......و أخالني للحظات أمامك أنعم بوجودك //
و أكاد أجزم أن الموت كذبة أزلية و أن القبر وهم وسراب // و يفيض بي الشوق//// يفيض بي الشوق فأهم ّبمن ظننتها أنت //لكنني....لا..........أجدك
و أعود كسيرة لأعاود الكرة مرات و مرات
أزور ذاك القبر الذي زعموا أنهم واروك به/// فلا أبكيك يا أمي......فأنت ساكنة في كل كياني .... أنت مدفونة في قلبي //أنت يا أميمتي الغالية في اللا مكان
و في كل مكان.....فكيف لي بأن أعترف بقبر و أبث له آلامي 

و آمالي؟؟؟
أنت يا أمي أقرب مني إلي// فكل كلمة أنطقها أسمع من خلالها صوتك// و كل إحساس أحسه نابع من روحك
....و كل خطوة أخطوها أرى أنني أسير بها إليك

ليست هناك تعليقات: